كيفية قراءة الأفكار والتأثير في الأخرين؟ - موجز


لا يستطيع البشر قراءة عقول الآخرين حرفيًا ، ومع ذلك يمكن إنشاء نماذج عقلية لتحسس أفكار الناس ومشاعرهم بشكل فعال. يُعرف هذا بالدقة التعاطفية ،وهو يتضمن "القراءة" التي تنقلها الكلمات والعواطف ولغة الجسد (الإيماءات التعبيرية) لشخص آخر، ما يمكن قراءته هو السلوك، فمن خلال ملاحظتك لسلوك شخص قد تتمكن من (الانفتاح على جميع الاحتمالات عن طريق وضع نفسك في مكان شخص آخر يمكن أن توفر رؤى أساسية لوجهة نظرهم ، وتجعل فهم أفكارهم ومشاعرهم وأفعالهم أسهل بكثير) مايخفيه أو ما سيقدم عليه أو حتى معرفة نوع إحساسه. أما عن قراءة الفكرة كما لو كنت تتصفح جملة في كتاب أو إعلان، فهذا محض خيال!

كيف يقرأ الناس بعضهم البعض ؟

يسهل العقل الاجتماعي التفاعل مع الآخرين من خلال العمليات المعرفية والعاطفية التي تسمح بالتنبؤ بما سيفعله الآخرون. تسمح القدرة على عمل تنبؤات دقيقة للغاية لسلوك الآخرين بتحقيق نجاح أكبر في التفاعلات الاجتماعية. علاوة على ذلك ، ينظر البشر إلى سلوك بعضهم البعض لتقرير ما يجب التفكير فيه وكيفية التصرف من خلال خلق تشابك معقد لعمليات التأثير الاجتماعي.

تشمل المكونات الأساسية التي تخدم الإدراك الاجتماعي والتأثير الاجتماعي وتعزز التفاعل الاجتماعي: التعاطف ، والسلوك الإيثاري والإيجابي ، والتعاون ، والأعراف الاجتماعية ، والامتثال ، والطاعة ، والاندماج الاجتماعي ، والامتنان. كل هذه الجوانب من الإدراك الاجتماعي والتأثير مترابطة بشكل وثيق مع بعضها البعض وتعكس تعقيد الأنظمة العصبية التي تكمن وراء العمليات العاطفية والمعرفية أثناء التفاعلات الاجتماعية.

حتى أكثر الأفراد مهارة اجتماعيًا يخطئون في يومهم الأكثر حظا بشكل روتيني في قراءة مشاعر الآخرين بسبب تحيزاتهم أو ميولهم الثقافية أو عوامل ظرفية ، مثل عدم إدراك شخص يبدو أنه يبكي ، قد يكون مصابًا فقط بالحساسية الموسمية. إن زيادة المعرفة بكيفية عرض الآخرين لمشاعرهم ، والأهم من ذلك ، كيف تستجيب عقولنا وأجسادنا لمشاعر الآخرين ، يمكن أن تساعد في تحسين مهارات قراءة الناس.

تحسين مهارات الناس في القراءة

معظم الناس قادرون على قراءة الآخرين إلى حد ما ، ولكن أولئك الذين يعانون من طيف التوحد أو الأفراد المصابين باضطرابات ذهنية قد يكافحون لتمييز العواطف أو الإشارات الاجتماعية للآخرين.

غالبًا ما تكون معرفة أذهاننا ودوافعنا تحديًا كافيًا ، ناهيك عن عقول الغرباء أو حتى الأقارب أو الأصدقاء أو الشركاء. في العلاقات ، يرتكب العديد من الأشخاص خطأً ذهنيًا فادحًا يتمثل في المبالغة في تقدير قدرة الشريك أو أحد أفراد الأسرة على قراءة أفكارهم الخاصة ، على افتراض أن أي شخص يعرفهم جيدًا يجب أن يعرف أيضًا ما يفكر به أو يشعر به ، حتى لو لم يقله بصوت عالٍ .

وقراءة السلوك ليست قدرة خارقة أو هبة ممنوحة من السماء كما يعتبر البعض، ولكن مجرد معلومات عن لغة الجسد التي تعتمد على الانتباه للسلوك والتحقيق فيه ، وليس الرؤية. هناك تناقض بينهما كما بتعبير سيمون باركر على لسان باتريك جاين وهو يحاول دائما توضيح الأمر لصديقته ليسبون بقوله : "الناس ترى أما أنا بارع في الانتباه ". فالناس تراى تفاحة تقع على الأرض أما نيوتن فلاحظ سقوطها، فالملاحظة هي رؤية مصاحبة بتساؤل لمحاولة استنتاج تفسير، وكما يقول لويس باستور أنه "في مجال الملاحظة لا تنحاز الصدفة إلا إلى الذهن المستعد". أي أن ما يراه الناس يحدث بالصدفة أو كمصادفة، يستنتجه الملاحظ كنتيجة لحدث آخر، وهو ما يقربنا منه نابليون بقوله أن "الصدفة ليست هي مفتاح الإختراعات بل هم الأشخاص الذين جعلوا من الصدفة شيئا غير عادي و منطلقا لآفاق جديدة"، لهذا كان نابليون يخبر الجميع أن نجاحه لم يحدث بالصدفة بل نتيجة لجهده في المطالعة والبحث والتخطيط خلال ليالٍ طويلة. فنيوتن لم يكتشف قوانين الجاذبية صدفة بسقوط التفاحة وإلا لكان اكتشفها أي مزارع أو حتى الإنسان القديم، بل من رؤيته المتسائلة لسقوط التفاحة اكتشف أن الجاذبية هي السبب، وبهذا فهو من صنع الصدفة وليس هي من اختارته. كما يظن الكثير من البشر أن الفرص تأتي وتذهب مثلها مثل الرياح، فاجلس وانتظرها واحلم بأن تتزوجك "بنتُ السلطان.. تلك العيناها أصفى من ماء الخلجانْ .. تلك الشفتاها أشهى من زهر الرمانْ" ، فما أحلى الهذيان !! 

يمكننا أن نلخص ملابسات العقل بعبارة جبران خليل ، حيث يقول:"ليست حقيقة الانسان بما يظهره لك، بل بما لا يستطيع أن يظهره لك، لذلك اذا أردت أن تعرفه فلا تصغ الى ما يقوله بل الى ما لايقوله" جسده وأنشطته هي لغته غير المحسوسة وتعبير جبران شبيه بما قالته صديقة باتمان عندما كشف لها أن معدنه ليس هو نفسه ما وجدته فيه من الحماقة، فردت عليه : إن حقيقتك ليست بجوهرك بل بأفعالك.

إرسال تعليق

0 تعليقات